تتطلب مهام البناء والتعدين وجود كسارات الصخور، و التي تُستخدم لتصغير الصخور كبير...
يمتد تاريخ البشر في استخدام الرافعات إلى عدة قرونٍ مضت، فمنذ بزوغ فجر الحضارة البشرية عمد الإنسان إلى إيجاد وسائل تمكنه من رفع وتحريك الأحجار والأجسام الثقيلة عبر بناء المنحدرات أو إنشاء الرافعات مما ساعده على بناء عجائب كالأهرامات قديماً وصولاً إلى تشييد ناطحات سحاب عملاقة مثل برج خليفة حديثاً.
هي عبارة عن آلة مصممة لنقل المواد بشكل عمودي أو أفقي. وبعد التطور الكبير الذي شهدته صناعة الرافعات باتت تستخدم نظاماً منسقاً يتكون من ذراع الرافعة والبكرات والحبال السلكية أو السلاسل والحزم. يسمح هذا المزيج للرافعات برفع الأجسام الثقيلة وإعادة وضعها داخل قوس ذراع (مدى) الرافعة. تكمن فعالية الرافعة في استخدام آليات ميكانيكية بسيطة لأداء مهام الرفع بالاعتماد الذراع والبكرات. ونتيجة لذلك، أصبحت الرافعات أداةً لا غنىً عنها في مختلف القطاعات، بما في ذلك حمل ونقل مواد في البناء، وتسهيل تحميل وتفريغ البضائع في النقل، ودعم تجميع السفن والمعدات الثقيلة والمزيد.
يعتبر الشادوف أقدم تصميم للرافعة عرفه الإنسان، حيث تم استخدامه لرفع المياه للري على طول الطريق في بلاد ما بين النهرين (العراق الحديث) حوالي 3000 قبل الميلاد. ولفهم كيف كان يبدو الشادوف، تخيل استخدام ذراع بسيطة مع وجود دلوٍ على أحد طرفيه وثقل على الطرف الآخر. فيما بعد ظهر الشادوف في التكنولوجيا المصرية القديمة حوالي عام 2000 قبل الميلاد، وبعدها ظهرت تعديلات على يد الرومان واليونانيين الذين لم يكتفوا بإضافة الروافع والبكرات، بل وزودوها بالعجلات حيث أصبحت الرافعات تُجرّ من قبل البشر والحيوانات. ولكن عمليات رفع الأحجار لم تتم بطريقة آمنة حتى تم إدخال عدة "رحويات" أو ما يشبه ملفاف رفع المرساة في السفن.
عادت الرافعات ذات الرحويات لبناء الكاتدرائيات القوطية الرائعة في العصور الوسطى حيث لم تكن هذه الرافعات محمولةً على السقالات كما قد تتخيل، ولكنها نصبت على الأرض أو حتى داخل المبنى مع تقدم البناء وتم تشغيلها بواسطة ملفاف الرفع الأفقي المدعّم بالمكابح والسواعد. شهدت العصور الوسطى أيضاً ظهور رافعات الموانئ الثابتة، مثل الرافعات الجسرية والبرجية، والتي حلت محل الطرق القديمة لتحميل وتفريغ البضائع. غالباً ما تميزت رافعات الميناء هذه بعجلاتٍ مزدوجة مما مكنّها بقيام عمليات التحميل بكفاءةٍ وسرعةٍ عاليتين. أخيراً، أعاد عصر النهضة النظر في فكرة أبراج الرفع، على غرار ما استخدمه الرومان.
أما في العصر الحديث، فتأتي الرافعات في العديد من الأشكال والأحجام بقدرات رفع فلكية تصل إلى ما يزيد عن 20000 طن (نعم، عشرون ألف طن متري! لقد قرأت ذلك بشكل صحيح!).
تبرز الرافعات كَرُكنٍ أساسيٍ من أركان مواقع العمل في مشاريع البناء وعمليات التعدين العملاقة، أو مشاريع البنية التحتية الضخمة وأكثر من ذلك. سواءٌ كان استخدامها لنقل مواد البناء إلى الطوابق العليا من ناطحة سحابٍ، أو لرفع العوارض في عمليات بناء الجسور الجاهزة، فإن هذه الآلات القوية مفيدةٌ في العديد من الصناعات بما في ذلك البناء والتعدين والنفط والغاز والسيارات وبناء السفن والطائرات وتصنيع الخرسانة وغيرها الكثير.
و من أشهر الشركات المصنّعة للرافعات كوبلكو و Liebherr و Konecranes و Manitowoc و Sany و Tadano و Zoomlion.
يمكن تصنيف الرافعات الحديثة المتاحة للبيع أو الإيجار في سوق اليوم على نطاقٍ واسعٍ إلى نوعين رئيسيين:
يتم تثبيت هذه الرافعات على المركبات أو لها مداس خاص بها للنقل والتشغيل في مواقع مختلفة حيث توفر المرونة في التنقل، ولكن قدرتها على الرفع و الارتقاء بالأوزان المحمولة محدودةٌ مقارنةً بالرافعات الثابتة.
تتضمن بعض الأمثلة ما يلي:
هذه الرافعات القوية -التي تتحرك عبر مسارات مستمرة مشابهة لطريقة زحف الدبابات- تتفوق على الرافعات التي تسير على عجلات بقدرتها على التغلب على الأراضي غير المستوية حيث يتم استخدام الرافعات المجنزرة بشكلٍ متكررٍ في بداية مشاريع البناء عندما تكون التربة قد تمزقّت حديثا. وبفضل حجمها الكبير وتميزها بنظامٍ هيدروليكي قوي مع ذراع رفعٍ ثقيل، تعد أكثر الرافعات المتحركة قدرةً على رفع الأوزان في مواقع البناء. بصفتها الموزع المعتمد للرافعات المجنزرة من كوبلكو ، توفر شركة المروان نماذج بقدرات رفعٍ حتى 600 طن.
تشمل النماذج على سبيل المثال: الرافعات المجنزرة من كوبلكو ، التي تصل إلى 600 طن، الرافعة المجنزرة طراز 7250S المتوفرة على الفور والتي يبلغ وزنها 250 طنا ، و CKS800 بوزن 80 طنا ، و 7055 بوزن 55 طنا ، من بين العديد من الرافعات المجنزرة.
حيث تتميز بإطاراتٍ قوية ودفعٍٍ رباعيٍ للتغلب على التضاريس الوعرة وغالباً ما تزوّد هذه الرافعات بذراعٍ تلسكوبية متداخلة مما يجعلها أصغر وأخف وزناً، ويسمح لها بالمناورة والحركة بحريةٍ أكبر من الرافعات المجنزرة في المساحات الضيقة. ولكن الجدير بالذكر أن هذه الرافعات ليست قوية أو مستقرة، لذلك لا يمكنها التعامل مع رفع أوزان بنفس القدر الذي تقوم به الرافعات المجنزرة وتتراوح الأوزان التي تستطيع رافعات من هذا النوع حملها من 30 وحتى 150 طن.
تشمل النماذج على سبيل المثال: Tadano GR-300EX الذي يبلغ وزنه 30 طنا ، و Tadano GR-600EX الذي يبلغ وزنه 60 طنا ، و Liebherr LRT 1090 وزنا ، والمزيد.
يمكن لهذه الآلات متعددة الاستخدامات التعامل مع كل من السفر على الطرق السريعة والمناورة على الطرق الوعرة ، مما يجعلها مناسبة لمجموعة واسعة من احتياجات المشروع. يتم تثبيت هذه الرافعات على شاحنات ذات عجلات من 6 إلى 18 ويمكنها رفع أوزان أكبر بكثير من رافعات الأراضي الوعرة تصل حتى ال 1200 طن. و في بعض الأحيان قد تكون هناك حاجة إلى تجميع و تركيب قطع هذه الرافعات في موقع العمل، بما في ذلك تركيب أذرع الامتداد وأوزان ذراع الرافعة.
تشمل النماذج على سبيل المثال: مانيتووك GMK3050-3 التي يبلغ وزنها 50 طنا ، و SAC700E ساني التي يبلغ وزنها 70 طناً، وليبر LTM11200الذي يبلغ وزنه 1200 طن على سبيل المثال لا الحصر.
توفر هذه الرافعات مرونة كبيرة بتكلفةٍ منخفضةٍ نسبياً. فهي توفر تكاليف نقلها من وإلى مواقع العمل كما آمنة للسفر على الطرق العامة مما يجعلها مثالية لشركات البناء التي قد لا تتطلب مشاريعها رفع الأحمال الثقيلة ولديها مشاريع متعددة في نفس الوقت.
يمكن أيضاً تسمية هذه الرافعات بشاحنة ذراع الرافعة أو رافعة الشاحنة أو الرافعة المثبتة على الشاحنة (TMC).
تشمل النماذج على سبيل المثال: الرافعة المثبتة على شاحنة Hyva HA 1-3 طن ، ورافعة الشاحنة Hyundai HD120 6.5 طن ، وغيرها الكثير.
رافعات صغيرة ذات أربع عجلات مزودة بذراع دوار يستطيع الدوران 360 درجة وكابينة المشغل، مناسبة للأماكن الضيقة وغالباً ما تستخدم في تطبيقات البناء والنقل. يمكنها فقط التعامل مع أوزانٍ تصل إلى 30 طناً، ولكنها تستطيع حمل الأوزان على سطحها ونقلها بعيداً.
تتضمن النماذج على سبيل المثال: Broderson IC-40 الذي يبلغ وزنه 4.5 طن، و Broderson IC 80 الذي يبلغ وزنه 9.5 طن، والمزيد.
يتم تثبيت هذه الرافعات في مكانٍ واحدٍ أثناء التشغيل وتوفر ثباتاً أكبر لرفع الأحمال الثقيلة والوصول إلى ارتفاعات أكبر ولكنها تفتقر إلى القدرة الحركة.
تشمل الرافعات الثابتة:
تشكل الدعامة الأساسية في عمليات تشييد الأبراج والأبنية المرتفعة، تتميز الرافعات البرجية بميزة الوصول إلى ارتفاعات شاهقة مع قدرة رفع عالية. وبفضل تصميمها تستطيع هذه الرافعات زيادة ارتفاعها مما يمكنها من النمو جنباً إلى جنب مع الهياكل المتصاعدة لمشاريع البناء.
تشمل تصميمات الرافعات البرجية الشائعة ما يلي:
تصمم على شكل حرف T مع ذراع أفقي يمتد للخارج فيما يشبه رأس المطرقة. ويشيع استخدامها في الموانئ وأحواض بناء السفن بغرض تحميل وتفريغ البضائع.
تشمل النماذج على سبيل المثال لا الحصر: Terex SK 415-20 الذي يبلغ وزنه 20 طنا ، و Potain MD 689 M40 الذي يبلغ وزنه 40 طنا ، على سبيل المثال لا الحصر.
يعتبر هذا النوع من الرافعات أغلى من رأس المطرقة، ولكنها يمكن أن تكون أكثر كفاءة بفضل نصف قطر دورانها الأصغر نسبياً مما يسمح باستخدامها في مواقع البناء الأضيق. ونظراً لصغر حجمها، يمكن استخدامها بالتوازي مع رافعات أخرى في نفس الوقت.
تشمل النماذج على سبيل المثال: Sany SLT260 (T5531-18) الذي يبلغ وزنه 18 طنا ، و Liebherr 195 HC-LH الذي يبلغ وزنه 12 طنا ، والمزيد.
وهي رافعات مصممة ليتم تركيبها وتفكيكها بسهولة، مثاليةٌ للعمل في المساحات الضيقة أو لوظائف البناء قصيرة الأجل ولكن قدرتها على الرفع تعتبر محدودةً بالمقارنة مع الرافعات البرجية الأخرى.
تشمل النماذج على سبيل المثال: Potain Igo 13 الذي يبلغ وزنه 1.8 طن ، و Potain 4 طن Igo 32 ، وغيرها الكثير.
تساعد الرافعات العلوية، -التي يشار إليها غالباً باسم الرافعات الجسرية- على التنقل في المساحات العلوية لنقل البضائع على طول مسارٍ معين. تلعب هذه الرافعات دوراً مركزياً في تبسيط خطوط الإنتاج وتحسين كفاءة مساحة العمل في البيئات الداخلية وبعض البيئات الخارجية. تشمل الرافعات الجسرية الرافعات العلوية والرافعات السفلية والرافعات أحادية السكة الحديدية.
تشمل النماذج على سبيل المثال: الرافعات الجسرية Konecranes التي يبلغ وزنها 12.5 طنا ، والرافعات العلوية ذات العارضة الواحدة GH 5 طن ، والمزيد.
تتميز بذراعٍ ناتئٍ مثبتاً على الحائط أو متصلاً بعمودٍ أو هيكلٍ علويٍ آخر مع رافعة في نهاية الذراع للرفع ضمن نصف قطر دائرةٍ محدود.
تشمل النماذج على سبيل المثال: الرافعة الجيبية المثبتة على الحائط للرافعات الدقيقة 5 أطنان ، والرافعة الجيبية المثبتة على عمود Konecranes 2 طن ، وغيرها الكثير.
على غرار المظهر والوظيفة لرافعات الرفع البرجية، فإن رافعات الرفع المستوية لها اختلافٌ رئيسيٌ واحدٌ، فهي لا تحتوي على عربات تعمل على طول الذراع. بدلاً من ذلك، يتم تثبيت كتلة الخطاف في نهاية الذراع، بحيث يتحرك الذراع نفسه للأعلى والأسفل لتحريك الحمل مما يسمح هذا التصميم للحمل بالبقاء مستويا أثناء الرفع.
غالبا ما يستخدم هذا النوع من الرافعات لبناء السفن وتحميل وتفريغ البضائع.
تشمل النماذج على سبيل المثال: رافعات رفع مستوى Genma 110-250 طنا ، من بين أمور أخرى.
يتطلب اختيار الرافعة المثالية لمشروعك دراسةً متأنيةً والأخذ بعين الاعتبار لعدة عوامل:
-متطلبات المشروع: وهي قدرة الرفع المطلوبة ومدى الوصول ونوع المواد التي يتم التعامل معها.
-ظروف الموقع: معرفة التضاريس والمساحة المتاحة واحتمالية وجود العوائق في موقع العمل.
-الجدول الزمني للمشروع: توفر الرافعات المتحركة المرونة للمشاريع الأقصر، في حين أن الرافعات الثابتة مناسبة بشكل أفضل لمشاريع لبناء طويلة الأجل.
من خلال فهم قدرات كل نوع من أنواع الرافعات وتقييم احتياجات المشروع بعناية، يمكن لمتخصصي البناء وغيرهم من المتخصصين في الصناعة اتخاذ قرارات مستنيرة لتحسين الكفاءة والسلامة. لمعرفة المزيد حول اختيار الرافعات المتاحة للبيع في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وعمان وخارجها ، تواصل مع فريق الخبراء لدينا للإجابة على جميع استفساراتك.
تتطلب مهام البناء والتعدين وجود كسارات الصخور، و التي تُستخدم لتصغير الصخور كبير...
إن معدّل استهلاك الوقود عند تشغيل المعدات الثقيلة من المواضيع التي تتلقى اهتمامً...
يعد مشروع قناة اللية المائية إحدى المعالم البارزة المدرجة ضمن المبادرة الهادفة إ...
تتكون معدات الضغط بنوعيها الضاغطات اللوحية أو المداحل -باختلاف أحجامها- من جهاز ...
تاريخ موجز للرافعات يمتد تاريخ البشر في استخدام الرافعات إلى عدة قرونٍ مضت، ف...